عاد الذهب إلى دائرة الاهتمام. يقول المستثمر الأسطوري راي داليو إن أقدم أصول العالم ليس مجرد معدن. إنه مال. وفي اقتصاد اليوم المثقل بالديون، يعتقد أن الذهب هو أكثر مخزن للقيمة أماناً.
تأتي تعليقاته الأخيرة مع ارتفاع الديون العالمية وضعف الثقة في العملات القانونية الحكومية. تعكس رؤى داليو المشاعر المتزايدة بين البنوك المركزية التي تحول احتياطياتها نحو الذهب.
في منشور مفصل شاركه على X، قال داليو إن معظم الناس يسيئون فهم الدور الحقيقي للذهب في النظام العالمي.
وفقاً له، الذهب ليس مجرد سلعة، بل هو الشكل الأكثر رسوخاً للمال. وأشار إلى أن العملات القانونية الحكومية هي في الأساس ديون صادرة عن الحكومة وأن قيمتها تتآكل بمرور الوقت عند طباعة المزيد منها.
أوضح داليو أن الذهب، على عكس النقد، لا يمكن طباعته أو تخفيض قيمته. تلك الصفة تجعله ضرورياً عندما تنهار أنظمة الائتمان أو عندما تفقد الدول الثقة في عملات بعضها البعض. قارن الذهب بالنقد، قائلاً إن كليهما يحافظ على القوة الشرائية ولكن الذهب وحده يتجنب مخاطر التضخم.
وأضاف أنه على مر التاريخ، تحولت المجتمعات إلى الذهب عندما انفجرت فقاعات الديون أو عطلت الحروب الثقة. وصف داليو الذهب بأنه "الاستثمار الأساسي الأكثر سلامة"، الذي يوفر التوازن عندما تتعثر الأسواق التقليدية.
قال داليو إنه يواصل الاحتفاظ بجزء من محفظته في الذهب، مقترحاً أن معظم المستثمرين يجب أن يحتفظوا بحوالي 10-15%. وأشار إلى أن تقسيم المحفظة أمر بالغ الأهمية، وأن الارتباط السلبي للذهب مع الأسهم والسندات يحسن أداء المحفظة على المدى الطويل.
وأوضح أن الذهب يعمل كـ "بوليصة تأمين" مالية، ويؤدي أداءً جيداً عندما يرتفع التضخم أو عندما تضعف أسواق الديون. وبينما اعترف بأن النقد وأدوات الدين تدفع فائدة، حذر من أن عوائدها الحقيقية غالباً ما تكون أقل بمجرد أخذ التضخم والضرائب في الاعتبار.
كما حذر داليو من الاختلال الحالي بين عرض الذهب والطلب المتزايد من المستثمرين والبنوك المركزية. يعتقد أنه مع إعادة توازن المزيد من المحافظ نحو الذهب، يمكن أن ترتفع الأسعار بسبب ندرته.
قدم داليو تمييزات واضحة بين الذهب والأصول الأخرى مثل الفضة والبلاتين والسندات المرتبطة بالتضخم.
وقال إن الفضة والبلاتين لهما استخدامات صناعية تجعلهما متقلبين، بينما لا تزال السندات المرتبطة بالتضخم تحمل مخاطر ائتمانية مرتبطة بملاءة الحكومة. في المقابل، جادل بأن الذهب يقف وحده كمخزن للقيمة موثوق وخالٍ من الديون.
كما قارن موثوقية الذهب بالأسهم، خاصة القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تهيمن الآن على مكاسب السوق الأمريكية. حذر داليو من أنه إذا فشلت تلك الشركات في تلبية التوقعات، فقد تنخفض تقييمات الأسهم بشكل حاد. في مثل هذه الأوقات، يتوقع أن يحتفظ الذهب بقوته كعامل استقرار للمحفظة.
وفقاً لداليو، بدأ الذهب بالفعل في استبدال سندات الخزانة الأمريكية كأصل خالٍ من المخاطر المفضل بين البنوك المركزية. وأشار إلى أن الأصول القائمة على الديون تعتمد على قدرة الحكومات على السداد، بينما يحتفظ الذهب بقيمة جوهرية. وقال إن التاريخ يظهر أن معظم العملات القانونية الحكومية تفقد قيمتها أو تختفي في النهاية، لكن الذهب يستمر.
ظهر المنشور راي داليو يميل بمحفظته نحو الذهب، ويصفه بأنه المال "السليم" الوحيد لأول مرة على Blockonomi.


